الجمعة، 6 يوليو 2012

كيف نصل الى الله ونحجز مقعد صدق عنده وننال من علمه المخزون .


بقلم صادق الموسوي.

ان حقيقة العدالة ان يغلب العقل الذي هو خليفة الله على جميع قوى النفس ،فالعاجز على اصلاح نفسه كيف يقدر على اصلاح غيره ، فان السراج الذي لا يضيء قربه كيف يضيء بعيده ،
فلو تصفحت في زماننا زوايا المدن والبلاد واطلعت على بواطن فرق العباد ،لم تجد من الالوف واحدا تمكن من اصلاح نفسه ويكون يومه خيرا" من امسه بل لا تجد دينا" الا وهو باك على فقد الاسلام وأهله ،فهذا هو الزمان الذي اشار اليه سيد الانام وعترته الكرام (عليهم السلام) من انه
(لا يبقى من الاسلام الا اسمه ولا من القرآن الا رسمه).
فيجب علينا ان يؤدب كل فرد فينا نفسه بارتكاب ما يضاده ،ويشق عليها عقوبة بعد تعييرها وتوبيخها ،مثل منعها من الشهوات بالصوم ،واذا وقع عليها غضب مذموم يعاقبها بالصبر عليها او يعرضها لأهانت السفهاء حتى يكسر جاهه.
والكثير منا لا يستطيع ذلك بسبب الكسل، والكسل يؤدي الى انقطاع فيوضات عالم القدس ،
والسعي يوجب ازدياد تجرد النفس وصفائها والإنس بالحق ،فتصبح لديه ملكة الصدق لكي يمحى عنه الكذب والباطل حتى يتصاعد في مدارج الكمال ومراتب السعادات حتى تنكشف له الاسرار الالهية والغوامض الربانية ويتشبه بالروحانيات القدسية وينخرط في سلك الملائكة المقدسة .
ويجب ان يكون سعيه في امور الدنيا بقدر الضرورة ويحرم على نفسه الزائد ، وان يتحرز على ما يهيج الشهوة والغضب رؤية وسماع وتخيل ، وان يبحث عن الخفايا داخل نفسه ،واذا عثر عليها اجتهد في ازالتها ....
فإذا أردت طريق خلوص النية فعليك بحسن العمل فإنه لا شيء كالعمل ، اي العمل بالطاعات والمستحبات والإتيان بها وترك المكروهات .
كما قال أمير المؤمنين عليه السلام فإذا أردت الصلاة فأسبغ الوضوء تقربا" إلى الله ، وأقرأ من أدعية الوضوء وقبله وبعده وتوجه إلى ذلك بقلبك وقم إلى الصلاة بقصد الخدمة لله سبحانه وصلي كما أمرك الشرع من الأفعال والأقوال .
وتعود إقام الصلاة ولا تترك شيئاً من النافلة ولا شيئاً من المستحبة من صلاة أو دعاء أو قراءة القرآن تعللاً بأن الله سبحانه لا يقبل إلا الخالص وما أقبل العبد إليه بقلبه فإذا لم تتوجه إلى العمل بقلبك تركته وهذا من حيل الشيطان على الإنسان ليحرمه جميع الخيرات . فلا تترك شيئاً ما افترضه الله ولا ما ندب إليه لأنك إن لم تقدر على العمل الصالح تقدر على صورته.
وتجعل همك في الأعمال الصالحة من صلاة واجبة ومندوبة ومن دعاء وصيام وزكاة من واجب ومندوب وقراءة القرآن لاسيما الآيات التي فيها المواعظ.
قوله تعالى : (واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين).
.
يعني أن غير الخاشعين لا يقدرون على الاستعانة بالصلاة على جميع مطالبهم لأنهم معرضون عن ذكر الله فكانت قلوبهم في غمرة من هذا ولهم أعمال من دون ذلك هم لها عاملون .
ولهذه الآية باطن وتأويل جميل ،نطرحه على شكل تفكر لكي تصلوا اليه بعد التفكر في الآية وهو:
بماذا عنى الله عز وجل بالصبر والصلاة ومن هي الكبيرة الصبر ام الصلاة ولماذا ؟
لان الآية خصت واحدة منهما بالكبيرة بقوله (وإنها لكبيرة ) ولم يقل وإنهما لكبيرتان ،
فتحتاج إلى ساعة من ليلك ونهارك تخلو بنفسك وتنظر في المخلوقات من الأرضيين والسموات والجمادات والنباتات وتعتبر بما ترى من الآيات الدالة على قدرة خالق البريات فإنه لابد لمن يريد رضى الله والدار الآخرة ويريد أن يعرفه الله نفسه ويعرفه أنبائه وأوليائه عليهم السلام وان يبصره في دينه الذي ارتضاه ويجعله إنساناً فإن أكثر الناس بهائم كما قال الباقر عليه السلام :
الناس كلهم بهائم إلا قليل من المؤمنين والمؤمن قليل .
فلابد لمن يطلب هذه المطالب العلية من النظر والتدبر في مخلوقات الله سبحانه كما قال الله سبحانه :
قل أنظروا ماذا في السموات والأرض
في قوله تعالى :
(أولم يتفكروا في أنفسهم ما خلق الله السموات والأرضين وما بينهما إلا بالحق) .
وقال تعالى : )
(أولم ينظروا في ملكوت السموات والأرض وما خلق الله من شيء وإن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم).
وما قاله تعالى عن اهل التفكر
(يتفكرون في خلق السموات والأرض ربنا من خلقت هذا باطلا(.

وقول الامام الصادق عليه السلام :
(بالحكمة يستخرج غور العقل وبالعقل يستخرج غور الحكمة(.
فإذا واظبت على ذلك فتح الله مسامع قلبك فأدركت الحكمة وعرفت العبرة وخلصت نيتك وحضر قلبك وصح قصدك في الخيرات وترقت نفسك في الكمالات القدسية ،
قال تعالى في الحديث القدسي :
(من أخلص لله العبودية أربعين صباحاً تفجرت ينابيع الحكمة على لسانه)
وقال تعالى :
)
ما زال العبد يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينطق به ويده التي يبطش بها ، إن دعاني أجبته وإن سألني أعطيته وإن سكت ابتدأته (.
فبين سبحانه أن سبب محبته للعبد هو تقربه إليه بالنوافل ومن أحبه الله قذف في قلبه العلم ،
و قال رسول الله صلى الله عليه وآله :
(ليس العلم بكثرة التعلم وإنما العلم نور يقذفه الله في قلب من يحب فينفسخ فيشاهد الغيب
وينشرح فيتحمل البلاء ).
قال الامام علي عليه السلام :
)
ليس العلم في السماء فينزل إليكم ولا في الأرض فيصعد إليكم ولكن العلم مجبول في قلوبكم تخلقوا بأخلاق الروحانيين يظهر لكم)
وفي قوله الله تعالى مشيرا لعيسى (ع)
(فلما بلغ أشده واستوى آتيناه حكماً وعلماً وكذلك نجزي المحسنين) .
 أي من أحسن العمل آتاه الله العلم بدون تعلم لأن السبب في كل خير حسن العمل كما في قوله تعالى : (لنبلوهم أيهم أحسن عملاً).
يعني إذا أحسن العمل آتاه الله الحكم والعلم كقوله تعالى :
(واتقوا الله ويعلمكم الله).

وهذه هي المقدمات والمجاهدات ( والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا)
فلابد القيام بها لكي يفتح الله للفرد المتقرب له الابواب المغلقة واحدة بعد اخرى ، بحسب الاستعداد والقابلية لكل فرد حتى يهبه الله من علمه المخزون ويجعل له فرقانا يفرق به بين الحق والباطل ، ولا تبقى عقولنا متحجرة ونقف الى نقطة محددة فيقول الله عنا
 
(ذلك مبلغهم من العلم ) ،
 فالحديث طويل ولم ندخل لحد الآن في صلب الموضوع سوف نبينها في مواضيع لاحقة بعون الله ،
 فاستغلوا اخواني وأخواتي  هذه الفرصة لتطهير انفسكم لكي تصلوا الى المقامات العلى الذي خلقنا الله لأجلها
كما قال تعالى (في مقعد صدق عند مليك مقتدر )
فلا بد ان تحجز لك مقعد عند مولاك الحجة القائم (عجل الله فرجه ) لأنه هو المليك المقتدر المخصوص في هذه الآية .
والحمد لله وحده .

صادق الموسوي

الأربعاء، 23 مايو 2012

اعطي لوطنك


الصبغة العامة لعمل الموظفين منذ تأسيس الدولة العراقية هي الاخلاص والنزاهة ولكن ان هذا الشيء لا ينفي وجود استثناءات تطفو على السطح بين الحين والاخر والتي تظلم ذلك الطابع المميز ابن تاسيس الدولة ,كما وان الوفاء بالمسؤولية على الوجه العام لا يكون الا بتطبيق القانون على الجميع بما في ذلك رئيس الدولة وكبار المسؤوليين دون تمييز , والموظف حين يتصدى وعند تدقيقه لملفات تتعلف بالمسؤوليين ؤكيد على اخلاص ذلك الموظف ويستحق ان يكون قدوة حسنة لاقراته ,واذا اردنا ان نبحث عن هؤلاء المخلصين للوطن سنجد الكثيرين منهم وفي مختلف المؤسسات الحكومية وفي كافة المجالات ان مثل هؤلاء الموظفين هم نبراس للاداء المتميز والتنابع من شعوره بالمسؤولية اتجاه شعبه ووطنه .
ونحتاج الى تسليط الضوء بين الحين والاخر الى هؤلاء الوطنيون والمخلصون لنرى هذه الصور الجميلة بين ابناء الوطن ولكي لا يختلط الحابل بالنابل بعد ما سمعنا ونسمع بين الحين والاخر ظهور العناصر التي تفوم بالسطو والاختلاسات والنهب للمال العام  , وما نلحظه ايضا هو اننا اليوم ناخذ من الدولة والشعب ليتناسب مع طموحاتنا لا ان نعطي الوطن والدولة والمواطنين ومن هنا تدنت الخدمات وتفاقمت المشكلات وكثرت الصراعات ولم يحصل المواطن الا على الحسرة والضيم وكل . ان هذه الصور المؤلمة على هيكلة العمل الوظيفي الوطني وعن ما اتسم  به تاريخ الاجداد , ان النسخ الاخلاقي الذي احدثته الانظمة الدكتاتورية كانت تقف في طليعة هذا التحول المرعب من الاحسن الى الاسوء ,وهذا ايصا يتناقض مع الارث الحضاري لبلاد الرفدين كونه مهد الحضارات والاشعاع الفكري والعلمي والادبي والمروءات والفضائل وهذا ما يملىء النفس الالم والاسى ويدفع بالمخلصين الى قرع الاجراس  قبل استشراء المرض والانهيار .
.


                                                                               خــــــــــــالـــــــــــــــدة الخــــــــــــــــــزعلي
                                                                              جريـــــــــــــــــــــــــدة الـــــــــــــــــــــــــــــــــنداء

الثلاثاء، 22 مايو 2012

حق التعبير الحدود والضوابط

خالدة الخزعلي 12:18
حرية التعبير اهم الحقوق الانسانية التي كفلتها الدساتير اي دساتير العالم والتي تؤكد على احترام هذا الحق الدستوري وعدم انتهاكه والمساس به ,والاسلام يعتبره حق وواجب علينا احترامه والتي اكد عليها في البعض من الايات الكريمة ,وان حق التعبير يشمل المجالات المختلفة الانسانية مثل النقد والتفكير والتقييم في الشؤون السياسية والثقافية والاقتصادية وغيرها من الامور الاخرى ,اذا هذا حق علينا احترامه وعدم مصادرته والضغط عليه ومن يخالف ذلك يعتبر دكتاتوري مستبد تعسفي لاحقية حرية التعبير .
غير ان هناك امور علينا ان نعي اليها عند التعبير عن حرية الراي علينا ان لا نتطاول على الاخرين او نحقر او نسب بحجة التعبير عن الراي ,وفي ظل هذه الايام ولمختلف دول العالم نجد هناك مثار جدل حول حرية التعبير الامر الذي دفع هؤلاء المجتمعات ان تضع معايير معينة وضوابط والتي تمثل اطار عام للمساحة للممكنة في التعبير .ومنها ,اذا كان غالبية الاشخاص يرون طريقة التعبير مقبولة وكذلك اذا كان ابداء الراي لا يتعارض مع القوانيين وايضا ان تتحلى بصفات فنية وادبية .
اذا حرية التعبيرعن الافكار والاراء وطرح الكلام او الكتابة او العمل الفني بدون رقابة حكومية او قبود خكومية بشرط ان لا تتمثل الاراء والافكار خرقا للقوانيين وتقاليد المحتمع الذي سمح بحرية التعبير



                                                               خالدة الخزعلي : جريدة النداء

                                  الذهب يمشي على الارض
بالامس وانا ذاهبة الى محل عملي واثناء الطريق رايت فتاة جميلة ايضا ذاهبة الى محل عملها ولكن شدني الانتباه اليها طريقة ارتداها للملابس والزينة الغير اعتيادية .وعندما ارادت العبور الى الشارع المقابل الذ كان يقف به بعض من المارة وحينما عبرت الشارع اخذ البعض من الشباب الواقف برمي الكلمات الغير لائقة والنظرات الساخرة منها وكأنما تقول لها انت انسانة غير مرغوب بها ,وفي حقيقة الامر بقيت صامتة اتجاه هذه الحالة اي  لمن اوجه اللوم لهذه الفتا ة ام  لهؤلاء الشباب وتصرفاتهم واستخدامهم الكلمات التي تخدش الحياء ,اقتربت لاحدهم وسألته لماذا هذه التصرفات مع هذه الفتاة ؟افرضوا ان هذه الفتاة هي جاركم او اقربائكم او اختا لكم ترضون احد ان يتصرف معها هكذا ؟ قالوا الم تلاحظي ما ترتديه التنورة نصف متر والبدي الضابط على الجسم والمكياج الصارخ .......
الاسلام والمجتمع يوصي بالعفة والحشمة انها زينة الفتاة والمراة بصورة عامة فلما نفرط بها ولما لا نعمل على الحفاظ                                                               عليها وبكل الطرق والوسائل,جمالك كنزا لك حافظي عليه وليست بهذه الطريقة المدعات للشبهات للناظرين اليك ,نحن لا نريد مصادرت الحريات بقلمنا هذا ولكن لتنويه لفتياتنا على انهنا جمل من الجمال نفسه برصانتها وغفتها وابائها فهي ذهب يمشي على الارض واينما تذهب شامخة بشموخ نخيل العراق ,وعلى الشابة والمراة ان تراعي تقاليد واعراق المجتمع وان لا تكون فيه مصدر غير مألوف من خلال ما تستعرضه من مفاتنها , لا بل على العكس فهي تعرض نفسها للكثير من الشبهات والنظرات المريضة اتجاها وهذه البهرجة لا تجدي نفعا لك بقدر ما تعرضك للهمز واللمز .
انت اجمل مخلوق كرمه الله بهذا الجمال وانت من ميزك الله كونك تمتلكين ما لايمتلكه غيرك ,فأيا كان تفرطي به وحافظي على عفة جمالك فعندما تمشين وانت بهذه العفة والرصانة لا تسمعين غير كل ما يريح اسماعك ويرحم والديك على ما اظهرتيه من لبس محتشم وبساطة , ولا ينظرون الا نظرة اجلال واحترام وخشوع صدقيني .عزيزتي احمي نفسك من العرضة والسخرية وسماع الكلام الغير لائق ولا تدعي الاخرين ان ينالوا منك بهذه الطريقة وان تكوني الصغيرة الكبيرة بكيريائك وشموخك واحترامك لما يحبه مجتمعك واحترامك للعرف والتفاليد فهذا الرصيد اعلى درجات الرقي والسمو لك .


                                                                          خالدة الخزعلي
                                                                جــــــريــــــــــــدة  النــــــــــداء

الاثنين، 21 مايو 2012

شهد، منذ بداية العام 2011، تحركات أو اضطرابات أو انتفاضات في عدد من الأقطار العربية، تتّسم، كما يتراءى لمعظم الباحثين، بروح ثورية أو تمرّدية تنطوي على إرهاصات تطالب بتغيير الحكام والأنظمة، وكذلك بالحرية والمساواة والعدالة والديموقراطية بمعناها الواسع والعملي.
وحاولت الأنظمة الحاكمة، ومعظمها سادر وظالم، تطويق هذه التحركات والتظاهرات بجرعات مسكّنة، أو بوعود معسولة، أو بتشكيل لجان حوار، أو بإصدار قرارات سياسية واجتماعية، أو بإنشاء لجان لإعادة النظر في الدستور أو لوضع دستور جديد، وكل ذلك بغرض معالجة المطالب المرفوعة، وتهدئة النفوس الهائجة.
وكل حديث عمّا يحدث في ربوعنا العربية من انتفاضات داخلية وتدخلات خارجية يحتم علينا، في البداية، قول كلمة في تحركات الغرب الاستعماري وأطماعه في بلادنا ونياته في تخريب وجودنا.
ونبدأ بالتأكيد بأن العرب، منذ زمن طويل، في صراع مزمن مع الغرب.



فمن الثوابت في تاريخنا العربي والإسلامي أن الغرب الاستعماري لا يُضمر الخير لنا ويسعى دائماً لتشويه سمعتنا، وتحقير عقيدتنا، ونهب ثرواتنا، والحيلولة بكل وسيلة ممكنة دون توحّدنا وتحررنا من آفات الجهل والتخلف والتبعية



                                                                             خالدة الخزعلي : جريدة النداء