الأربعاء، 23 مايو 2012

اعطي لوطنك


الصبغة العامة لعمل الموظفين منذ تأسيس الدولة العراقية هي الاخلاص والنزاهة ولكن ان هذا الشيء لا ينفي وجود استثناءات تطفو على السطح بين الحين والاخر والتي تظلم ذلك الطابع المميز ابن تاسيس الدولة ,كما وان الوفاء بالمسؤولية على الوجه العام لا يكون الا بتطبيق القانون على الجميع بما في ذلك رئيس الدولة وكبار المسؤوليين دون تمييز , والموظف حين يتصدى وعند تدقيقه لملفات تتعلف بالمسؤوليين ؤكيد على اخلاص ذلك الموظف ويستحق ان يكون قدوة حسنة لاقراته ,واذا اردنا ان نبحث عن هؤلاء المخلصين للوطن سنجد الكثيرين منهم وفي مختلف المؤسسات الحكومية وفي كافة المجالات ان مثل هؤلاء الموظفين هم نبراس للاداء المتميز والتنابع من شعوره بالمسؤولية اتجاه شعبه ووطنه .
ونحتاج الى تسليط الضوء بين الحين والاخر الى هؤلاء الوطنيون والمخلصون لنرى هذه الصور الجميلة بين ابناء الوطن ولكي لا يختلط الحابل بالنابل بعد ما سمعنا ونسمع بين الحين والاخر ظهور العناصر التي تفوم بالسطو والاختلاسات والنهب للمال العام  , وما نلحظه ايضا هو اننا اليوم ناخذ من الدولة والشعب ليتناسب مع طموحاتنا لا ان نعطي الوطن والدولة والمواطنين ومن هنا تدنت الخدمات وتفاقمت المشكلات وكثرت الصراعات ولم يحصل المواطن الا على الحسرة والضيم وكل . ان هذه الصور المؤلمة على هيكلة العمل الوظيفي الوطني وعن ما اتسم  به تاريخ الاجداد , ان النسخ الاخلاقي الذي احدثته الانظمة الدكتاتورية كانت تقف في طليعة هذا التحول المرعب من الاحسن الى الاسوء ,وهذا ايصا يتناقض مع الارث الحضاري لبلاد الرفدين كونه مهد الحضارات والاشعاع الفكري والعلمي والادبي والمروءات والفضائل وهذا ما يملىء النفس الالم والاسى ويدفع بالمخلصين الى قرع الاجراس  قبل استشراء المرض والانهيار .
.


                                                                               خــــــــــــالـــــــــــــــدة الخــــــــــــــــــزعلي
                                                                              جريـــــــــــــــــــــــــدة الـــــــــــــــــــــــــــــــــنداء

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق