الجمعة، 20 أغسطس 2010

عاصمة جهنم منقول من جريدة العمل

كنت فى رسالة سابقة قد تحدثت عن قضية كتاب " عاصمة جهنم " والتحقيق مع الكاتب السيد محمد الدرينى ودعوت للدفاع عنه .. الحقيقة أننى عندما كتبت هذا الكلام كنت فقط قد عرفت موضوع الكتاب وهو تجربة الكاتب مع الاعتقال وشهادته عن التعذيب ..  لكن الحقيقة ايضا أننى لم أكن قد استطعت الحصول على نسخة من الكتاب أو الاطلاع عليه .. ولأننى فضولى وحشرى بطبعى فقد كان الفضول يقتلنى للبحث عن هذا الكتاب وقرأته .
إلى أن تفضل زميل بنشر رسالة تحتوى على ملخص لمقدمة الكتاب .. المقدمة فقط ..
عندما قرأت هذه المقدمة أنتابنى الفزع .. فما تضمنته هذه المقدمة البسيطة أمر مفزع .. الكاتب يروى فيها عن رحلته بين المعتقلات المختلفة ما بين الوادى الجديد وطرة والنطرون وبطن الحوت ( أول مرة اعرف ان فى معتقل اسمه بطن الحوت .. أنا اعرف بطن الزير بس )
كنت أظن أن علمنا بمجال قضايا الحريات وحقوق الانسان جعلنا نطلع على معلومات غير متوفرة عند المواطن العادى .. لكننى بعد أن اطلعت على هذه المقدمة أكتشفت ان ما لدينا من معلومات يكاد يكون على الهامش بالنسبة للحقيقة التى يرويها الكاتب ..
الاكثر فزعا أن الكاتب يروى أثناء رحلته بين المعتقلات المقابلات التى أجراها مع المعتقلين وروايتهم عما تعرضوا له من تعذيب .. فيقرر أن الاعتقال ليس مقتصر على التيارات الجهادية أو المسلحة أو حتى الداعية للجهاد المسلح كما كنا نظن .. ولكن الاعتقال عشوائى بدرجة مغالى فيها .. فيتحدث الكاتب عن مجموعات معتقلة لا علاقة لها بالجهاد المسلح فيذكر منها " الفرماويين " الذين يحرمون قتل الصراصير ( ايه دخل الصراصير فى السياسية .. مش فاهم .. تكونش صراصير من اجل التغيير ؟؟ )  .. كما يتحدث عن شباب معتقلين لا علاقة لهم بالسياسية بل أن بعضهم اعتقل اثناء مشاهدته لافلام خليعة ( الحمد لله الفيديو بايظ من ثلاث سنين .. ومنعديش قمر أوربى )  .. ويتجول الكاتب بين روايات المعتقلين عن طريقة التعذيب وما تعرضوا له .. رويات تقشعر منها الأبدان ..  
قرأت الرسالة مساء .. وفى الصباح كنت اقود سيارتى فى اتجاه التجمع الخامس لحضور جلسة تجديد الحبس فى قضية شرم الشيخ .. وطوال الطريق أتذكر العبارات التى قرأتها .. وأتذكر رواية محامى زميل عن تنظيم " الطائفة المنصورة " عندما التقى بأحد المتهمين فى التحقيقات وسأله عن ما تعرض له .. فقال له .. أول ما دخلت الضابط جاب لى زجاجة بيبسى .. فقال له المحامى : والله معاملة محترمة .. فقال له المتهم : حضرتك فهمت غلط ما جبهاش لى علشان اشربها ؟؟؟؟؟ 
وأثناء تذكرى لهذه المشاهد والرسالة وجدت نفسى فجأة أمر من أمام مقر مباحث أمن الدولة بمدينة نصر .. وهذه هى المرة الأولى التى أرى فيها هذا المبنى ..  يا الله .. ما هذا المبنى المفزع .. شكله يذكرك بفلم الكرنك وافلام التعذيب القديمة . تشوف البوابة السوداء الكبيرة بتاعته .. شكلها لوحدها مرعب .. يخليك تنهار وتعترف قبل ما تدخل .. . أسود كئيب .. بوابة واحد .. بوابة اتنين .. بوابة ستة .. يانهار اسود كل ده مبنى .. ده بطول الشارع كله  .. ياترى من جوه عامل ازاى ؟؟  ربنا ما يكتب علينا نشوف ولا حتى نعرف !!
هل وصل الأمر الى هذا الحد ؟؟ يبدو أن ما يحدث فى هذا البلد يفوق كل توقع أو تخيل .. وأن ما نراه أو نسمع عنه ليس إلا فتات بالنسبة للحقيقة ..
هل وصل الأمر الى اعتقال جماعة تحرم قتل الصراصير .. عموما الحمد لله نحن لا نحرم قتل الصراصير .. وإذا لزم الأمر فسنصدر فتوى بتحليل قتل الصراصير .. وتحليل أكلها كمان إذا لزم الأمر !!!
هل ما كتبه السيد محمد الدرينى فى كتاب عاصمة جهنم حقيقة ؟؟  سؤال يدور بذهنى لا استطيع الفكاك منه .. واخشى أن اكتشف انه حقيقة ..
يا ترى .. هى دى مصر ؟؟؟
أحمد حلمى 
 
http://magdasuleiman.jeeran.com/archive/2007/1/140210.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق