الجمعة، 20 أغسطس 2010

المفكر الاسلام الدكتور محمد عباس يتحدث عن عاصمة جهنم وما اورده السيد محمد الدرينى



كتب المفكر الكبير الدكتور محمد عباس موضوعا مطولا خصص جانبا منه للكتابة عن عاصمة جهنم

د. محمد عباس - بتاريخ: 2010-04-25
كم شيخا حرموه من العلاج حتى مات فوضعوا العلاج في جيبه بعد موته كي يداروا جريمتهم.. بالمناسبة أحدهم اسمه محمد عبد الهادي..! وآخر اسمه فهد محمد نور الدين.. فقط على سبيل المثال..
هل جن أحدهم كما جن حمدان من التعذيب.. لم يكن متهما بشيء.. أخذوه رهينة حتى يسلم أخوه نفسه.. وسلم الأخ نفسه.. وأصابه ما أصابه.. ثم أفرج عنه.. لكن أخاه الرهينة لم –ولن – يفرج عنه أبدا.. لأنه قد جن من التعذيب!. ليس حمدان وحده.. بل هناك مئات وربما ألوف مثله ولكن ضاق عنهم الحصر. خمسة أعوام من التعذيب المستمر وسحق الكرامة سبب كاف للجنون.
سعد عبد الحميد كان واحدا ممن جنوا. كان يطالب بنقل الكعبة إلى سيناء توفيرا للمشقة والإنفاق ، وألا يكون لرمضان ميعاد محدد وإنما يختار له أكثر الشهور اعتدالا (هل أدركتم الآن سر الوحي الذي هبط على أم رأس القمني؟!).
هل حدث لاحد ما حدث لأحمد صبح وأشرف الطرابيلي –على سبيل المثال فقط- عندما كان الضابط يطالبهما بمضاجعة الجدار طالبا منهما-ومنهم- مولودا جديدا.. وبسرعة.
وكانا يضاجعانه في الحفل الموسيقى الوحشي حيث مصدر الموسيقى صوت السياط..
كم أمر الضابط أمين الشرطة أن يبول في فمه.. فيموت المسكين قهرا..
هل تعرض احد لتعذيب دفعهم لطلب التنازل عن جنسيتهم وطالبوا الأمم المتحدة أن تبحث لهم عن جنسية بديلة هربا من التعذيب.
هل تعرض احد لتعذيب دفعهم لطلب ترحيلهم لسجون إسرائيل  ومنهم الشيخ محمد الشرقاوي وآخرون.
هل تعرض ااحد لتعذيب دفعهم لطلب إعادة تسليمهم إلى المخابرات الأمريكية التي كانت تعذبهم لكن عذابها كان أخف.. من هؤلاء كان أحمد محمد العجمي..
 لقد طالب رضا عسكر بطل الجمهورية في الكاراتيه اللجوء إلى إسرائيل. أما أشرف الشرقاوي وأيضا الحاج محمود مصطفى إبراهيم وآخرون  فقد طلبوا تغيير ديانتهم إلى النصرانية كي يفرجوا عنهم!.
تعرض المسلمون اهجوم الآلة الإعلامية الجبارة للسلطة مدعومة بميديا الغرب والتي قدمت الضحايا على أنهم مجرمون إرهابيون يستحقون الاعتقال والسجن والمحاكم العسكرية والقتل بأحكام المحكمة أو خارج نطاق القانون.
يقول الدكتور محمد الدريني في كتابه "عاصمة جهنم"-وهو مصدر لبعض المعلومات في هذا المقال خاصة ما يتعلق بأسماء المعتقلين وعناوين الصحف-  من أنه تأكد خلال وجوده في المعتقل وتعذيبه أنه هو وغيره من المعذبين ضحية عصابة دولية وليس نظام حكم.. عصابة دولية تستفيد من الدكتاتوريات الباطشة التي تحكمنا وتواجه العالم ببجاحة شديدة وهي آمنة من أي محاسبة محلية أو دولية كالما كان الضحايا مسلمين.
وعاصمة جهنم –طبقا لوصف محمد الدريني -الذي كان أحد ضحاياه –  هو معتقل مصري يتوارى إلى جواره أبو غريب وجوانتانامو خجلا من هول ما يحدث فيه وفق منهج مدروس لتحطيم الضحايا.
ولو كان منطق الشيطان يقتضى اعتقال من يسمونهم بالإرهابيين فما هو السبب في اعتقال بعض الطوائف التي تحرم حتى قتل الحشرات كالصراصير والحيوانات ومنها الثعابين والحيات.
 لنترك الدكتور محمد الدريني يصف بعض ما حدث- ومن يتابع مقالاتي سيتذكر على الفور مئات المراجع والمذكرات التي تؤكد كلام الدريني وتزيد عليه- يقول الدريني:
"كان يتم ترحيلهم إلى المعتقلات وهناك تكون في انتظارهم القوة الضاربة المدججة بالعصي الكهربائية والهراوات والسيوف تصاحبهم الكلاب البوليسية الضخمة وحال وصول سيارة الترحيلات يأمرون المعتقلين بأن يتركوا متعلقاتهم وكراماتهم وأن يختار كل منهم اسم امرأة ويسير بين صفين من الجنود ينهالون ضربا عليه حتى يصل إلى الزنزانة فيأمرونه تحت السياط أن يسجد أمام عتبة الزنزانة قائلا:"جيتلك يا شريفة يا طاهرة" ثم يتم تجريده من ملابسه مع باقي زملائه في الزنزانة ويأمرونهم أن ينبطح كل منهم فوق الآخر.. وأن يمارسوا الفحشاء..
لقد استنجد بعض النصارى ظلما وفجورا بشارون ضد مصر..
وكذلك  استنجد بعض المسلمين بشارون..
ولو أنهم استعانوا بالبابا كيرلس أو بنصارى آخرين من الأخيار لما كانت فجيعتنا..
كنت أريد أن أقول أنه أفضل من شارون على أية حال.. لكنني أخشى أن يكونا فصلين في ذات القصة وحلقتين في نفس السلسلة.
نعم .. استغاث أعضاء من التكفير والهجرة بالبابا شنودة قالوا فيها لقد لجأ أسلافنا إلى النجاشي ملك الحبشة حين تعرضوا للاضطهاد ونحن بحكم الجوار في وادي النطرون (حيث مكان دير شنودة) نطالبكم بالتدخل لإنهاء مأساتنا.
ولست أدري هل كانوا جادين أم ساخرين..
لكن..
في مثل هذه الأحوال فإن السخرية تكون أكثر جدية من الجد ذاته..
ففي معتقل آخر فوجئت إدارة السجن بالمعتقلين المسلمين-ولاحظوا اختراع مصطلح الإسلاميين لإبعاد الشبهة أن الحرب على الإسلام- يطالبون باقتناء قرود! فلما سألوهم عن السبب أجابوا أن منظمات حقوق الإنسان المحلية والعالمية مجرمة ولم يستفزها ما يحدث لهم.. وأنهم يطالبون باقتناء القرود عسى أن تهتم بها منظمات حقوق الحيوان مما يلقى الضوء على مأساتهم باعتبارهم مرافقين للقرود!.
***
لا يكتب محمد الدريني كتابات مرسلة بل يورد أرشيفا للصحافة التي ذكرت وأيدت ما كتبه.. ففي صفحة  105 وما بعدها من كتابه"عاصمة جهنم:وهو موجود على الشبكة الإليكترونية- وهو بدون ناشر وقد صودر" نجد مانشيتات الصحف –كالدستور وصوت الأمة والغد وصحف أخرى- تقول:

الحكومة سجنت رجلا 13 سنة لأنه قال لمبارك في الكعبة: اتق الله.
المعتقلون الإسلاميون ناشدوا البابا شنودة للتدخل للإفراج عنهم.
معتقلون إسلاميون في وادي النطرون يطالبون بتحويلهم إلى جوانتانامو.
معتقلون أصيبوا بالجنون بسبب التعذيب بالكهرباء والداخلية ترفض الإفراج عنهم خوفا من الإعلام الأجنبي
مأساة الأطفال المعتقلين:
الأمهات تبكين دما ويصرخن:نريد أولادنا.
بعد الضرب والتعذيب: الدولة تقتل المعتقلين بالأمراض.
كهربوه في أماكن حساسة وضربوا أمه وأباه:
بطل الجمهورية في الجودو يطلب اللجوء إلى إسرائيل هربا من التعذيب.
التعذيب في مصر منهجي وسيف الإسلام يطالب الرئيس بالاعتذار عن التعذيب.
لا المتشدد سلم ولا العلماني نجا:
الضابط هدد زوجته بتجريدها من ملابسها.
يسقط المجلس القومي لحقوق السلطات.
الداخلية تشن حرب تحرير سيناء من المصريين.
الأهالي:سنثأر من الأجهزة الأمنية لأنها هتكت عرض نسائنا.
الانتقام وراء مذبحة شرم الشيخ.
قائمة المحافظين والمسئولين الكبار الذين اتهموا في قضايا التعذيب.
***
يقول الدريني أن ما حدث للمعتقلين من تعذيب جسدي ونفسي أمر تشيب له الولدان وهو ليس سبة في جبين المصريين فحسب وإنما في جبين المجتمع الدولي الذي أغمض عينيه ولم يكترث بتقارير المنظمات المحلية والعالمية التي تناولت التعذيب والقتل وتشريد الأسر وأثر ذلك في عولمة الإرهاب. وأصبح المعتقلون يوقنون أن كل شيء يسير وفق منهج مدروس في التعذيب والاحتجاز والاعتقال ولم يعد أمامهم أمل في القضاء أو النيابة العامة حتى وصل الأمر بالمعتقلين  بأن يعتقدوا أن ما حدث لأسر البعض منهم إنما كان مخططا حتى أنهم ينسبون للدكتورة فوزية عبد الستار:"أطيلوا حبسهم تبغ نساؤهم".
وللحديث بقية بإذن الله تعالى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق